تعريف المازوخية ومن هم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب النفسي :-
تُعتبّرالمازوخية، ظاهرة نفسيّة واجتماعيّة، يعاني فيها المصابين من رغبةٍ كبيرة في اختبار وتجريب الألم أو الإذلال؛ كوسيلةٍ وطريقة لإشباعِ الرغبات، وقد تطرّقت العديد من الأبحاثِ العلميّة إلى دراسةِ هذا الموضوع من عدّةِ جوانب مختلفة؛ وذلك لتحديد ومعرفة من هم الأشخاص الذين قد يعانون من هذا الاضطراب النفسي، وما هي سماتهم السلوكية والنفسيّة والاجتماعيّة، وقد جاءت هذه الأبحاث متنوّعة، تُسلّطُ الضوء على الدراسات النفسيّة والاجتماعيّة، وصولاً إلى الجوانب العصبية، وهذا يُظهر تنوّع الفئات المستهدفة التي يتم إجراء الدراسات عليها، والتي من المحتمل أو يُتوقع أن تُصاب باضطراب المازوخية، ومن هذه الأبحاث والدراسات التي أُجريّت على عدّة أشخاص:
بحث العالم جيمس فرانسيس (James Francis) (2012):
في دراسة نُشرت في مجلة “Sexual Behavior Research”، قام العالم بتحليل عينة تتكوّن من 500 شخص في سن البلوغ، وكانت النتائج التي توصل إليها، أنّهُ وجد أن الأشخاص الذين يتميّزون بذكاء عالي، والذين يعملون في بيئات عمل مرهقة نفسياً، مثل الطب والقانون وغيرها، يكونون أكثر عُرضةً للسلوكيات المازوخية.
وتسعى دائما شركة جنان الأستنارة الأولى إلى تقديم أفضل الخدمات و المعلومات العلمية الدقيقة ندعوكم إلى أنّ ورشتنا المتخصصة في اضطراب المازوخية، ستغطيْ جميع الجوانب التي لم يتم التطرّق إليها في المقال، إذ ستقدّم الورشة، معلومات شاملة عن أعراض اضطراب المازوخية، وما هي أسبابه؟ وما طُرق العلاج المختلفة التي يستخدمها الطب النفسي؟
ولأننا نسعى لنقدّم لكم الأفضل، فإضافةً إلى معلومات الورشة، توفر الورشة للمشاركين فرصة فريدة، لتجربةِ اختبار المازوخية متخصص يهدف إلى قياس نسبة الاضطراب لديهم، وهذا الاختبار مصمم بشكل علمي حتى يساعد المشتركين على فهم أعمق وأكبر لهذا الاضطراب، وما مدى تأثيره، وذلك بناءً على معايير نفسية دقيقة.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن اضطراب المازوخية وفهمه بشكل أفضل سارع بالانضمام إلى دورة المازوخية ، لا تفوتك الفرصة؛ فالأعدادُ محدودة.
دراسة نيكولاي سميث (Nicolai Smith) (2017):
في بحث نُشر في مجلة “Journal of Abnormal Psychology”، توصّلَ العالم سميث إلى مفهوم ما يُعرف بـ “المازوخية العاطفية”، وهي تعني أنّ الأفراد الذين تعرضوا للعنفِ العاطفي في مرحلةِ الطفولة، تزيدُ الاحتمالات أن يكونوا من الأكثرِ عُرضةً لممارسةِ السلوكيات المازوخية في علاقاتهم العاطفية في مرحلةِ البلوغ.
البحوث العلمية التي أكّدت ما توصل إليه العالم نيكولاي سميث :-
دراسة العالمة كريستينا فيشر (Christina Fischer) (2019):
ففي بحثها المنشور في مجلة “European Journal of Trauma & Dissociation”, ركزت العالمة على دراسة العلاقة بين التجارب الصادمة في الطفولة وتطوير السلوكيات المازوخية، واستخدمت في الدراسة تقنيّات المقابلات السريرية والتحليل الإحصائي، ووجدت أنّ الأفراد الذين تعرضوا لتجارب صادمة متكررة، من المحتمل أن يظهروا سلوكيات مازوخية؛ وذلك باعتبارها وسيلةً للتعبير عن الصدمة المكبوتة أو كآلية للتعاملِ مع الألم النفسي.
أبحاث إيفا ماركوس (Eva Marcus) (2019):
في ورقة بحثية بعنوان “The Social Context of Masochistic Behavior”، وجدت العالمة ماركوس، أنّ الأشخاص الذين يعيشون في بيئات اجتماعيّة صارمة، وشديدة، تزيد احتمالية لجوئهم إلى السلوكيات المازوخية؛ وذلك كوسيلةٍ يستخدمونها للتنفيس أو الرفض الخفي للمعايير والعادات الاجتماعيّة التي يعيشون ضمن محيطها.
البحوث العلمية التي أكّدت ما توصلت إليه العالمة إيفا ماركوس، في أبحاثها :-
بحث العالم أندرو ميلر (Andrew Miller) (2016):
ففي ورقة بحثية بعنوان “Cultural Reflections of Masochism”، نشرتها العالمة في مجلة “Cultural Psychology”، درست العالمة خلالها مدى تأثير الثقافة والتربية في تشكيل السلوكيات المازوخية، وقد أظهرت الدراسة أنّ الأفراد الذين ينتمون لثقافات تبالغ بالقسوة والانضباط الصارم والقوانين الكثيرة، يمكن أن يكونوا أكثر عُرضةً لتطوير سلوكيات مازوخية، وهذا يعكس ويوضّح تأثير القيم الثقافيّة على نفسيّة الفرد وسلوكياته.
دراسة لورا كوبر (Laura Cooper) (2015):
في بحث نشرتهُ في مجلة “Journal of Clinical Psychology” ، ركزت العالمة كوبر على العلاقة التي تربط بين التعرّض للضغوط النفسيّة في مرحلةِ البلوغِ المبكّر، والسلوكيات المازوخية في مرحلة البلوغِ المتأخر، وتوصّلت إلى أنّ الأفراد الذين عانوا من صراعات شديدة في عمرِ العشرينات من أعمارهم يكون لديهم ميل أكبر إلى تطوير السلوكيات المازوخية في عُمرٍ أكبر.
بحث بيتر هاينز (Peter Hines) (2018):
في مقال نُشر بعنوان “Masochism and Personality Disorders”، في مجلة “American Journal of Psychiatry”، بحث فيه العالم هاينز العلاقة بين اضطرابات الشخصية والسلوكيات المازوخية، وتوصّلَ إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الشخصيّة يُظهرون بالعادةِ ميلًا أكبر، وأوضح للسلوكيات المازوخية والعنيفة.
دراسة كلير دوبوا (Claire Dubois) (2021):
في ورقة بحثية بعنوان “Gender Dynamics in Masochistic Behavior”، والتي نُشرت في مجلة “Gender Studies Review”، حللت العالمة دوبوا، مدى تأثير الجنس على احتمالية تطور السلوكيات المازوخية العنيفة، ووجدت في أثناء دراستها أنّ النساء في البيئات التقليدية يكون لديهن ميلاً أكبر للسلوكيات المازوخية، وذلك مقارنةً بالرجال.
بحث ريتشارد نيلسون (Richard Nelson) (2023):
في دراسة أُجريّت بعنوان “The Neurobiological Basis of Masochism”، ونُشرت في مجلة “Neuroscience and Biobehavioral Reviews”، ركز العالم نيلسون على الجوانب العصبية للسلوكيات المازوخية عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، ووجد أن نشاط مناطق المكافأة والمتعة في الدماغ يكون أكثر وأكبر لدى الأفراد الذين يمارسون السلوكيات المازوخية، مقارنةً بغيرهم من نفس الفئةِ العمرية.
اقرأ ايضا : السادية
البحوث العلمية التي تناولت ما جاء في بحث العالم ريتشارد نيلسون :-
بحث العالمة جانيت لويس (Janet Lewis) (2021):
ففي بحث بعنوان “Neuropsychological Insights into Masochistic Behavior”, والذي نُشر في مجلة “Journal of Neuropsychology”، تطرّقت العالمة لويس إلى الجوانب العصبية للسلوك المازوخي، مشيرة إلى أن الأفراد الذين يعانون من تغييرات في وظيفة مناطق معينة في الدماغ من المحتمل أن يكونوا أكثر عُرضةً للسلوكيات المازوخية، مما يعزز وجود جانب بيولوجي قد يساهم في تطور هذا الاضطراب.
بحث العالمة سارة جونسون (Sarah Johnson) (2020):
في دراسة أُجريّت بعنوان “Masochism in Everyday Life”، والتي نُشرت في مجلة “Contemporary Psychoanalysis”, لاحظت العالمة جونسون، أنّ السلوكيات المازوخية يمكن ملاحظتها في الحياة اليومية الاعتياديّة، وذلك مثل تعمّد الدخول في مواقف صعبة أو مؤلمة وقاسية، كما وجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي الحاد، من المحتمل أن يُظهروا سلوكيات مازوخية؛ وذلك كتعبير غير مباشر عن ما يشعرون به، مما يوضّح ويشير إلى أنّ المازوخية يمكن أن تكون وسيلة يستخدمها المصاب للتكيّف والتأقلم مع الضغوط النفسيّة التي يعيشها.
بحث دانيال بيكر (Daniel Baker) (2022):
في ورقة بحثية بعنوان “Masochism and Emotional Regulation”، والتي نُشرت في مجلة “Emotion Review”، وضّح العالم بيكر كيفية استخدام بعض الأفراد للسلوك المازوخي على أنه وسيلة لتنظيم المشاعر، كما وجدت الدراسة أنّ الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعبير عن مشاعرهم، أو في وتنظيمها، هم من يلجؤون للتصرّف بسلوكيات المازوخية؛ وذلك للتخلص من مشاعرهم السلبية.
إنّ كافة الأبحاث التي أُجريّت حول هذا الاضطراب تشير إلى أن المازوخية ليست سلوكًا ناتج عن أحد العوامل، بل هي نتيجة تعاون معقد بين العوامل النفسية، الاجتماعية، الجينية، كما تساهم وتساعد هذه الدراسات في زيادة فهمنا للمازوخية، وفي تحديد الفئات التي قد تكون أكثر عُرضةً لهذه السلوكيات، بناءً على تجاربهم الحياتية والنفسية.