تأنيب الضمير هو شعور طبيعي يتعرض له أي شخص نتيجة ارتكاب خطأ أو اتخاذ قرار غير صائب، وبالرغم من كونه مؤلمًا إلا أنه يكون مفيدًا وإيجابيًا إذا تم التعامل معه بشكل صحيح؛ لأنه يشجعنا على تغيير الأمور للأفضل وتصحيح الأخطاء، وبالتالي تحويل الشعور السيء بالندم إلى شعور بالراحة والسلام الداخلي، ولكن كيف يمكنك التحرر من تأنيب الضمير والاستمتاع بحياتك؟ هذا ما سوف نتحدث عنه سويًا في هذا المقال.
سلم/ مقياس الوعي لهاوكينز وعلاقته بتأنيب الضمير
ديفيد هاوكينز David Hawkins هو طبيب نفسي أمريكي، ودكتور في الفلسفة، وأيضًا معلم روحي وكاتب باحث مشهور.
ومن أشهر إسهامات هاوكينز في الطب النفسي ما يُعرف باسم سلم / مقياس الوعي، ولكن ما هو مقياس الوعي لهاوكينز؟
يُسمى أيضًا خريطة الوعي، وهو مقياس يُقسم أو يُصنف مستويات الوعي لدى البشر من الصفر حتى 1000، وذلك حيث يعتبر الصفر هو أقل درجات الوعي بينما 1000 هو أعلى درجات الوعي، أي أنه كلما قل تقييمك على سلم الوعي زادت درجة شعورك بالذنب وتأنيب الضمير، ولكن مع تقدم الوعي لديك سوف تصل إلى طريق التحرر من تأنيب الضمير.
يتكون مقياس الوعي من 17 مستوى تبدأ بمستوى العار وتنتهي بمستوى التنوير، وهو يفسر الوعي أنه مجموعة تصورات يتبناها الإنسان عن السلوكيات وعن الحياة، وعن طريق تقييم هذه التصورات يتم قياس درجة الوعي لدى الإنسان.
بناءً على سلم/ مقياس الوعي لهاوكينز فإن الأشخاص الذين يحصلون على أقل من 200 كتقييم لدرجة الوعي فإنهم أشخاص سلبية تعيش في معاناة وحياة غير جيدة، ويحصل حوالي 78% من سكان العالم على تقييم أقل من 200 أي بمستوى وعي قليل، بينما الأشخاص الذين يحصلون على نسبة وعي أعلى من 200 فإنهم يتمتعون بالإيجابية والراحة، ويشعرون بالإنجاز في حياتهم.
من الرسم السابق نستنتج التالي:
- مستوى 20/1000 مستوى الخزي والعار: وهو الذي يشعر فيه الشخص بالخزي من نفسه والخوف من رأي الناس، وأنه عار على نفسه ومجتمعه؛ وذلك لأنه لا يملك الوعي الكافي تجاه تصوراته، ويعتبر هذا المستوى خطير جدًا على حياة الفرد.
- مستوى 30/1000 مستوى الذنب وجلد الذات: وهذا الذي يشعر فيه الشخص بالندم والذنب وتأنيب الضمير عند فعل أي شيء، وهذا الشعور يجعله يرغب في الابتعاد عن الناس والبقاء وحيدًا، وقد يصل إلى العزلة والمرض النفسي.
- مستوى 50/1000 مستوى العجز: يشعر فيه الفرد باليأس دون سبب، والشعور بعدم جدوى الحياة وغياب الأهداف الشخصية، وبالتالي شعورة باللامبالاة تجاه حياته؛ وذلك بسبب قلة الوعي وغياب الدعم.
- مستوى 75/1000 مستوى الحزن: خلال هذا المستوى يعيش الفرد في حزن وغم دائمين، ولا يرى الحياة إلا باللون الأسود وأنه لا يوجد أمل، وغالبًا يكون ذلك بسبب فقد شخص عزيز أو صدمة كبرى تعرض لها.
- مستوى 100/1000 مستوى الخوف: هو مستوى عدم الأمان والرهبة من الناس، والشعور بأن العالم غابة كبيرة مليئة بالمفترسات، وأن الحياة كلها أشرار، وبالتالي يعاني الفرد في هذا المستوى من انعدام الثقة وقلة بناء العلاقات.
- مستوى 125/1000 مستوى الرغبة: وفيه يتعلق الفرد برغباته وشهواته مثل المدمنين، وإما أن تستغل تلك الرغبة في بناء عادات إيجابية وتحقيق الإنجازات، وإما أن تفقد الرغبة في تحقيق الإنجازات وتدمر رغبتك.
- مستوى 150/1000 مستوى الغضب: وهو من مستويات الوعي الناتج عن عدم قدرة الشخص على الاستجابة لرغباته، وهو نتيجة للمستوى السابق له، فمثلًا يشعر المدمن بالغضب إذا لم يتمكن من الحصول على رغبته وشهواته.
- مستوى 175/1000 مستوى الكبرياء والكبر: وهو ناتج من تفخيم الأنا، وهو شعور غير حقيقي لقيمة غير موجودة، وهو مستوى شائع في شريحة كبيرة من المجتمع يتكبرون على الآخرين، حيث يتكبرون بأشياء لم يصنعوها كالجمال والأصل.
- مستوى 200/1000 مستوى الاستكشاف: أول مستوى إيجابي يُخرج الشخص من مستويات الوعي السلبي، وفيه ترغب في التعرف على الحياة من خلال القراءة والتعلم وبناء العادات، وتخوض تحديات العالم بشكل قوي.
- مستوى 250/1000 مستوى الحياد: فيه يكون قد تم تحقيق بعض الإنجازات الشخصية والتي ينشغل بها الأفراد ويتركون الآخرين وشأنهم، وتبدأ بالشعور بالرضا والراحة وترك النزاع، ولكن يشوبه شيئًا من الأنانية لاهتمامك بنفسك كثيرًا.
- مستوى 310/ 1000 مستوى الاستعداد: بعد تحقيق الإنجازات والشعور بالرضا يبدأ الفرد في البحث عن كيفية إفادة من حوله، والرغبة الملحة في العطاء، وبالتالي يكون لديه فكر كبير وعظيم، وينفتح على العالم ويتعرف على عيوبه.
- مستوى 350/1000 مستوى التحول: يتصالح الفرد مع نفسه إلى درجة كبيرة، ويمتلك الإجابة على كل الأسئلة في حياته، ويبدأ في البحث عن دوره في الحياة، ويترك وظيفته التي لا يرغب فيها، وينشغل بشغفه ووظيفته المرغوبة.
- مستوى 400/1000 مستوى الحكمة: وهو من المراحل المتقدمة من الوعي، فتتعرف على نتائج الأفعال قبل القيام بها نتيجة خبرتك الكبيرة، وتكون عقلاني متفهم وغير انفعالي وتستطيع استخدام قدراتك على أكمل وجه.
- مستوى 500/1000 مستوى المحبة: وهو مستوى مرتفع من الوعي، تتمتع فيه بقدرتك على المحبة حتى لمن أساء إليك، ولذلك فهو من المستويات صعبة الوصول إليها، لأن الشخص قد لا يحب كل شيء أو من أساء إليه.
- مستوى 550/1000 مستوى البهجة: لا يستطيع أحد أن يُغير مزاجك، وتعيش في حالة من الزهد، ويكون لك تأثير كبير على من حولك، وقد تصل إلى هذا المستوى نتيجة الشفاء من مرض مزمن أو النجاة من موت محقق.
- مستوى 600/1000 مستوى السلام: نادرًا ما يصل الأشخاص إلى هذا المستوى؛ لأنه يشمل التخلص من كل عقد العنصرية والطائفية والطبقية، ويكون لديهم نظرة صافية للمجتمع، والاعتقاد بأن سوء البشر بسبب ضعفهم.
- مستوى 700/1000 مستوى التنوير: هو أعلى درجات الوعي، ويعيش فيه الحكماء والعظماء حيث يكون لهم القدرة على التأثير الإيجابي فيمن حولهم، ويعيشون في حالة روحانية عالية مرتبطة بالمحبة والحكمة.
من أبرز أسباب الشعور بتأنيب الضمير الشخص النرجسي
الشخص النرجسي هو الشخص الذي يشعر بأهميته ومواهبه بشكل مبالغ فيه، وينشغل بنفسه وأوهامه وإنجازاته التي ربما قد تكون منعدمة، ويعتقد بأنه مميز عن الآخرين وفريد من نوعه، ولا يرتبط في حياته إلا بأشخاص من قدر مستواه الفكري والثقافي، وقد يكون النرجسي هو الأم، الأب، الزوج، الصديق، أو الابن، بمعنى أن الشخص النرجسي قد يكون قريبًا جدًا من الشخص الذي يتلاعب بمشاعره.
يعمد الشخص النرجسي إلى التلاعب بمشاعر الآخرين من خلال تقديم اللوم الدائم والتقليل من شأنهم وإنجازاتهم مما يجعل الآخرين يشعرون دومًا بالنقص والفشل، أيضًا فإنه يستغل مشاعر ندم الآخرين ويضغط على نقاط ضعفهم، وبالتالي زيادة شعورهم بالذنب والتقصير تجاه هذا النرجسي، وقد لا يتمكن البعض من التحرر من تأنيب الضمير والتحرر من قيد النرجسي.
إذن فإن العلاقة مع الشخص النرجسي تكون علاقة سامة ولن تنجح بكل الأحوال، لأنه يستمد غروره وكبريائه من تحقير الآخرين والتقليل من شأنهم، ولهذا ينبغي الحذر من أولئك النرجسيين والابتعاد عنهم في الوقت المناسب؛ لتجنب الدخول في أعراض المرض النفسي المتعلق بتأنيب الضمير، وإذا بالفعل قد وصلت إلى هذا الحد فإنه ينبغي عليك التحكم في الأمور والسيطرة عليها، وإيجاد حل التحرر من تأنيب الضمير واستعادة ثقتك بنفسك وبإنجازاتك.
تعرف على نفسك إذا كنت أحد ضحايا النرجسي من خلال دورتنا التحرر من تأنيب الضمير من هنا.
أسباب محتملة للشعور بتأنيب الضمير طوال الوقت
إن الشعور بتأنيب الضمير يختلف بالنسبة لكل شخص تبعًا لسبب هذا الشعور، وعادةً يتكون هذا الشعور نتيجة التصرف بطريقة خاطئة أو معارضة لعائلتك، معتقداتك، الأعراف الاجتماعية، وقواعد مكان العمل.
لكن؛ هل يوجد أسباب أخرى قد تُشعر الفرد بتأنيب الضمير أو الذنب؟ بالتأكيد هناك عدد من العوامل المختلفة والتي تؤثر بشكل كبير على شعور الفرد بالذنب وتأنيب الضمير لأوقات طويلة قد تستمر لسنوات، ومنها:
- الطفولة السيئة إما عن طريق البيئة غير السوية أو عن طريق المعاملة القاسية، وخاصةً إذا تم عقاب الأطفال على أبسط الأمور، مما يؤدي إلى شعورهم الدائم بتأنيب الضمير.
- أحكام الآخرين والضغط الاجتماعي والتعرض للنقد المستمر، كل هذه الأفعال تؤدي إلى الشعور بالذنب والدونية وتأنيب الضمير على أخطاء لم يرتكبها الفرد.
اختبر درجة شعورك بتأنيب الضمير بشكل مجاني تمامًا.
كيف يمكن أن يكون تأنيب الضمير مفيدًا؟
من أنواع تأنيب الضمير هو النوع الإيجابي، وهو يساعد على التحسن والتحكم في الذات دون إصدار أحكام سلبية، وبالتالي تحقيق التوازن الفعال بين الاعتراف بالخطأ والتسامح مع الذات، وقد تشعر بهذا النوع إذا تعرضت لأي من المواقف التالية:
- عدم الوفاء بوعد خاصةً إذا لم تقدم أعذارًا مما يدفعك إلى الاعتذار؛ لتعزيز الثقة والاحترام المتبادل.
- التسرع في إصدار الأحكام ثم معرفة خطأك لاحقًا، وهذا يكون سببًا للتروي والتفكير قبل إصدار أي أحكام.
- إهمال المسؤوليات سواء كانت في العمل أو المنزل أو مع أصدقائك، وربما مع أطفالك، ولهذا يجب أن تتعلم الالتزام بالمسؤوليات والحفاظ عليها.
- التقصير في العبادات من أشد أنواع تأنيب الضمير، وعلى الرغم من كونه محمودًا لأنه يحث على الطاعة والالتزام إلا أنه قد يعيق صاحبه عن العمل إذا لم يتم التغلب عليه.
تأنيب الضمير في علم النفس
يبحث علم النفس سبب الشعور بتأنيب الضمير عند الراحة وعدم القدرة على الاستمتاع بأوقات الراحة والفراغ، وذلك عكس المتوقع بأن تكون هذه اللحظات أكثر سلامًا واسترخاءً، ولكن ما هو السبب وراء هذا الشعور وكيف يمكنك التحرر من تأنيب الضمير في أوقات الراحة والاستمتاع بها؟ إليك تلك الأسباب.
ضغوط الحياة المستمرة
أصبح العالم مليء بالتحديات والصعوبات التي تواجه الفرد، مما أدى إلى شعور الفرد بالضغط المستمر دون سبب حتى في أوقات الراحة، وفقدان القدرة والطاقة على الاستمتاع بها.
الخوف من المستقبل
إن الخوف والقلق من المستقبل أصبح يشغل مساحة من تفكير الكثير من الأشخاص، مما يجعلهم دائمين الشكوى والشعور بالذنب وتأنيب الضمير دون وجود سبب واضح، وينعكس ذلك على أوقات الراحة والفراغ.
الاعتقاد بأن العمل الجاد مثاليًا
بمعنى أن هناك الكثير من الثقافات والمجتمعات قد زرعت داخل عقول أفرادها فكرة العمل الجاد المثالي، وأن الناجحين لا يشعرون بالراحة إلا قليلًا، مما أدى إلى الشعور بتأنيب الضمير في لحظات الراحة.
إهمال قيمة وقت الراحة
يهمل البعض قيمة الحصول على وقت للراحة والاسترخاء، وذلك نتيجة الانغماس الشديد في العمل، وبالتالي عدم تواجد أي نشاطات أو هوايات لممارستها خلال هذا الوقت الممتع، ولهذا يشعر الفرد بتأنيب الضمير أثناء وقت الفراغ بسبب غياب العمل أو الأنشطة.
اشترك في دورتنا من الرابط التالي لكي تتمكن من التحرر من تأنيب الضمير.
كيفية التحرر من تأنيب الضمير
إن التحرر من تأنيب الضمير يتطلب معرفة الأسباب وراء ذلك الشعور وفهمها جيدًا، وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة والطرق الملائمة التي تساعد على التحرر من تأنيب الضمير بشكل قوي وفعال؛ وذلك لأن معرفة السبب يساعد على التعرف على المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها، ويمكنك اتباع النصائح التالية للتخلص من هذا الشعور القوي.
تقبل الخطأ
لا بد من تقبل نفسك وتقبل حقيقة أن الكل يُخطئ، وأن الأخطاء هي جزء طبيعي في حياتنا، وأنك كأي شخص يمكنه أنه يُخطئ، ولكن يجب عليك الاعتراف بعيوبك والعمل على تعديلها وتحسينها.
فهم الأسباب
كما ذكرنا فإن فهم الأسباب هي أهم خطوة تساعد على التحرر من تأنيب الضمير؛ وذلك لأنك من خلال فهم الأسباب سوف تتمكن من حل المشكلة وتبرير الخطأ وتصحيحه إن أمكن ذلك، وبالتالي تجنب الأسباب لعدم ارتكاب الخطأ ثانيةً.
تقديم الاعتذار
إذا أخطأت وتشعر بتأنيب الضمير فإن الاعتذار سوف يساعدك على التخلص من هذا الشعور، حتى وإن لم يتقبل الطرف الآخر اعتذارك، ولكنك بهذا تكون أصلحت الخطأ وقمت بتغيير إيجابي.
استشارة اخصائي
إن من طرق التحرر من تأنيب الضمير الفعالة هي التحدث مع اخصائي نفسي أو أسري؛ لأنه سوف يساعدك على فهم ذاتك وتقبل عيوبك بل والمساعدة على تغييرها للأفضل، وسوف يمنحك الطرق والسبيل إلى التحرر من تأنيب الضمير.
حضور دورة تدريبية
أيضًا يساعدك حضور دورات تدريبية حول التخلص من الشعور بتأنيب الضمير على التخلص من هذا الشعور، والعيش براحة وطمأنينة، والتخلص من الأفكار السلبية.
لماذا عليك الالتحاق بدورة التحرر من تأنيب الضمير؟
العديد من الأشخاص النرجسيين يتلاعبون بمشاعر غيرهم من الأشخاص بهدف التقليل منهم وفقدانهم الثقة بالنفس، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يتعرضون لإيذاء المشاعر يشعرون بتأنيب الضمير والتقصير دون سبب واضح، وقد لا يجدون الحل في التحرر من هذه المشاعر.
أيضًا الشخص النرجسي لا يقدم الاهتمام والمحبة للآخرين ولا يهتم لمشاعرهم، مما يجعل الآخرين يشعرون بالندم والذنب تجاه الشخص النرجسي، وأنهم السبب وراء هذه المعاملة القاسية، الأمر الذي يجعلهم يعانون من المرض النفسي، وقد لا يجدون سبيل إلى التحرر من تأنيب الضمير.
تساعدك دورة التحرر من تأنيب الضمير على فهم وعلاج الشعور السلبي المؤثر على جوانب حياتنا المختلفة، بالإضافة إلى توعية المشتركين بأهمية السيطرة على تأنيب الضمير وكيفية التعامل معه بشكل دقيق وفعال، ورفع الوعي عن مشاعر العار والغضب وعدم الثقة والخوف، وغيرها من المشاعر التي تؤثر سلبًا على الأشخاص.
اشترك في دورة التحرر من تأنيب الضمير من خلال الرابط التالي للاستمتاع بحياة هادئة وإيجابية.