يُعد إدمان الإباحية اضطرابًا نفسي يزداد وينتشر بين عددٍ كبير من الأشخاص حول العالم، كما يؤثر على الأفراد مع اختلاف الأعمار والثقافات والبيئات التي يعيشون فيها، ويعتبر إدمان الإباحية مشكلةً كبيرة تؤثر على الصحة النفسيّة وكذلك العلاقات الاجتماعية، وتؤدي إلى تدهور في الحياة الشخصية والمهنية، وفي هذا المقال، سنتعرف على مفهوم إدمان الإباحية، وما هي أعراضه، أسبابه، وكذلك تأثيراته النفسيّة والاجتماعية، إضافةً إلى طرق وآلية التعامل معه والبحث عن العلاج المناسب للتخلص منه.
ما هو إدمان الإباحية؟
إدمان الإباحية يُعرف على أنه الاعتماد المفرط والكبير على المواد الإباحية؛ وذلك للحصول على الإشباع الجنسي، أو الهروب من المشاعر السلبية التي يشعرون بها، ويشمل هذا الاضطراب الميل الكبير إلى مشاهدة المحتوى الإباحي بشكلٍ متكرر وبكمياتٍ كبيرة وغير معقولة، وهذا مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية وسيئة على الحياة اليومية للمصابين به.
ماهي الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المدمنين على الإباحية؟
- الرغبة المستمرة في مشاهدة المحتوى الإباحي: يصبح الأشخاص المصابين بإدمان الإباحية، مدفوعين نحو مشاهدة الإباحية، بشكلٍ متكرر ودائم، وحتى أثناء الانشغال بأنشطةٍ أخرى.
- عدم قدرة المدمن على الإباحية من السيطرة على نفسه: يجد الأفراد المصابين بإدمان الإباحية أنفسهم غير قادرين على التحكّم في استخدامه للمواد الإباحية المتوفرة بكثرة وسهولة، حتى حين يعلم تمام العلم أنّ لها تأثيرًا سلبًا على حياته وعلاقاته.
- تأثير الإدمان وانعكاسه على العلاقات الشخصية للمصابين به: يؤدي إدمان الإباحية بالأشخاص المصابين به إلى صعوبةٍ في إقامةِ علاقاتٍ طبيعية مستقرة وفعالة مع شريك حياتهم والأشخاص من حولهم.
- الانشغال الذهني المستمر والمجهد: يجد الشخص المدمن على الإباحية نفسه يفكر بشكلٍ مستمر ودائم في الإباحية أو حتى مشاهدتها أثناء أوقات العمل أو التفاعل الاجتماعي وأي وقت مهما كانت انشغالاته.
- التأثير على الأداء الجنسي للمصابين: يمكن أن يؤدي الإدمان على الإباحية إلى مشاكل جنسيّة، مثل ضعف الانتصاب أو انخفاض في الرغبة الجنسية.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بإدمان الإباحية؟
هناك عدد من العوامل التي تساهم في تطوير إدمان الإباحية، منها:
- الوصول السهل واليسير للمواد الإباحية: أصبح الإنترنت اليوم يوفر وصولًا فوريًا إلى المحتوى الإباحي، وهذا من الأسباب التي تُسهل الدخول والانغماس في هذه العادة.
- الهروب من المشاعر السلبية: يلجأ بعض الأشخاص إلى الإباحية، باعتبارها وسيلةً للهروبِ من القلق، الاكتئاب، أو التوتر وغيرها من الاضطرابات والضغوطات النفسيّة.
- الرغبة في البحث عن المتعة السريعة: توفر الإباحية إشباعًا جنسيًا فوريًا للمدمنين عليها، وهذا من الأسباب التي قد يؤدي إلى تكرار السلوك مرارً وعدّة مراتٍ.
- الرغبة في العزلة الاجتماعية: إن الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية تزيد احتمالية أن يجدوا في الإباحية تعويضًا عن العلاقات الحقيقية التي يمكنهم عيشها في واقعهم.
ما هي تأثيرات إدمان الإباحية على الصحة النفسية؟
إن إدمان الإباحية يؤثر بشكلٍ كبير على الصحة النفسيّة وكذلك على العلاقات الاجتماعية، حيث يؤدي إلى:
- الإصابة بالاكتئاب والقلق: قد يشعر المدمنون على الإباحية بالإحباط أو الذنب، خاصةً بعد مشاهدةِ المحتوى الإباحي، وهذا من الأسباب التي تُعزز وتزيد من مشاعر القلق والاكتئاب.
- تدهور العلاقات وانهيارها: الإدمان على الإباحية من شأنه أن يؤثر على العلاقة مع الشريك؛ حيث يقلل من الرضا الجنسي ويعمل على إضعاف التواصل العاطفي بينهما.
- العزلة الاجتماعية التي يختارها المصاب إراديًا: المدمنين على الإباحية، يفضلون الإباحية على التفاعل مع الآخرين والتعامل معهم، مما يؤدي إلى الرغبة في الانسحاب الاجتماعي.
- ضعف القدرة على التحكم بالنفس: قد يجد الأشخاص المدمنين على الإباحية صعوبةً في تنظيم وتقويم سلوكياتهم، وهذا من شأنه أن يؤثر على حياتهم الشخصية والمهنية.
ما هي كيفية وآلية التغلب على إدمان الإباحية؟
- الاعتراف بالمشكلة وإدراك أنها تحتاج علاج: إن أول خطوة للتغلبِ على إدمان الإباحية هو الاعتراف بوجود مشكلة، والبدء في البحث عن حلول، واستشارة المختصين في المجال، إذ أن الاعتراف يعد أساسًا للبدء في التغيير والتشافي.
- البحث عن الدعم المهني: يمكن أن تساعد استشارة مختص نفسي أو طبيب مختص في تحديد ما هي أسباب الإدمان، ومن ثم العمل على تطوير استراتيجيات فعالة للتغلب عليه، وقد تتضمن الجلسات العلاجية تقنيات متنوعة مثل العلاج السلوكي المعرفي؛ وذلك لمساعدة الشخص على تغيير نمط تفكيره وسلوكه المتبع.
- الحرص على ممارسة الأنشطة البديلة: إن الانخراط والاندماج في أنشطة أخرى مفيدة، مثل الرياضة، القراءة، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، من العوامل التي يمكن أن تساهم في التقليل من الرغبة في مشاهدة المحتوى الإباحي.
- الحرص أو محاولة التحكم في الوصول للمحتوى الإباحي: يُعد تحديد وقت محدد لاستخدام الإنترنت أو تثبيت تطبيقات إلكترونية من العوامل التي تساعد في الحد والتقليل من الوصول إلى المحتوى الإباحي كما أنه يمكن أن يكون خطوةً عملية للعلاج من الإدمان والتعافي منه.
- الحرص على محاولة بناء علاقات صحية: إن العمل والتركيز على بناء علاقات صحية وغير سامة مع الآخرين، من العوامل التي يمكن أن تُساهم في تحسين الحياة العاطفية الجنسيّة للمصابين، وذلك بعيدًا عن الإباحية وموادها.
إذا كنت تعاني من إدمان العادة الإباحية وغيرها من أنواع الإدمان والاضطرابات النفسيّة، وكذلك معرفة كيفية التعامل مع هذه الاضطرابات، يمكنك حجز خطة علاجية معنا، وذلك من خلال التواصل مع شركة جنان الاستنارة الأولى، والتواصل مع استاذة جنان ملاعلي، فلا تتردد في زيارة موقعنا الإلكتروني والتواصل معنا؛ حيث نعمل على أن نُقدم العديد من المقالات التوعوية المتخصصة، كما أننا تقوم بتوفير جلسات علاجية، وخطط مخصصة؛ هدفها أن تساعدك على استعادة توازنك النفسي والتغلب على الإدمان.
اقرأ ايضاً : التحرر من الشعور بالوحدة
ما هو تأثير إدمان الإباحية على العلاقات الخاصة بالمصابين به؟
إن إدمان الإباحية يؤثر بشكلٍ كبير على العلاقات الشخصية، حيث يمكن أن يؤدي إلى:
- تراجع وانخفاض في الحميمية: يفقد الشخص المدمن على الإباحية القدرة على بناء علاقة حميمة حقيقية مع شريك حياته، وهذا ما يتسبب بخلق فجوة في العلاقة بين الشريكين.
- ضعف كبير في التواصل العاطفي: يصبح الشخص المدمن على الإباحية غير قادر على التعبير عن مشاعره بشكل فعّال وصحيح، وهذا مما يؤدي إلى انقطاع أو انعدام التواصل مع الشريك.
- الخيانة العاطفية: قد يشعر الشريك بأن الاعتماد على الإباحية يعتبر نوعًا من الخيانة التي لا يمكن أن تُغتفر، وهذا مما يؤدي إلى مشاكل في الثقة بين الشريكين.
إن إدمان الإباحية هو اضطراب سلوكي يوصف بالاعتماد الزائد على مشاهدة المحتويات الإباحية، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للمصابين به، وهذا مما يؤدي إلى مشكلات مثل تدهور العلاقات الشخصية، وتراجع الأداء الوظيفي أو الدراسي، وزيادة مشاعر العزلة والقلق، كما قد يتسبب في تشوه المفاهيم عن الجنس والعلاقات الصحية، مما يؤدي إلى انحرافات في السلوك وارتباك الهوية الجنسية، وللتغلب على إدمان الإباحية، فإنه من الضروري البحث عن الدعم المهني، سواء من خلال استشارات نفسية أو خطط علاجية متخصصة تساعد في التعافي واستعادة التوازن النفسي، وكذلك لا بد من الوعي والدعم المهني المناسب، الذي يكون من مختص نفسي، فإذا كنت تعاني من إدمان الإباحية، فمن المهم والضروري العمل على البحث عن المساعدة واتخاذ خطوات جدية وواقعية للتخلص من هذه المشكلة.
وللمزيد من المعلومات حول إدمان الإباحية وطرق التعامل معه، ندعوك لزيارة موقعنا الإلكتروني، كما أننا نحرص على تقديم الدعم، وذلك من خلال جلسات علاجية مهنية، وخطط متخصصة، تساعدك على استعادة السيطرة على حياتك وتحقيق توازن نفسي وعاطفي يدوم وينعكس بشكلٍ إيجابي على حياتك.