تُعتبّر الساديّة اضطراب نفسي، يشعرُ فيه المصاب بالمتعة في تعذيبِ الآخرين، أو التسببِ بالأذى لهم، سواء كان الأذى جسديًا أو نفسيًا، وقد تطرّقت العديدُ من الأبحاثِ العلميّة خلال السنواتِ الماضية إلى دراسةِ اضطرابِ الساديّة، ودراستهِ من جوانبَ متعددة؛ وذلك بهدف فهم ومعرفة طبيعة الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، وما هي صفاتهم، وسماتهم الشخصيّة، وهل السادية تُصنف على كونها اضطرابً فردي، لا رابط بينه وبين المجتمع، أم هو اضطراب يمكن أن يؤثر على جودة حياة أشخاص كُثُر، متنوعين وفي مجالات تشمل كافة جوانب الحياة؟
ومن بعض الدراسات العلميّة التي ركّزت على تحديد سمات وسلوكيات الأشخاص الذين يظهرون ميل سادي:
بحث الباحث “آرون سيلفر” (Aaron Silver) عام (1995):
وتُعد الدراسة التي قدّمها العالم آرون، من الدراسات المهمّة في هذا المجال، فقد قام العالم سيلفر بتحليل شخصيّات مجموعة من السجناء الجنائيين، والذين يُعرفونَ بسلوكياتهم السادية، ووجد أنّ هناك عدد من الصفات الشخصيّة المشتركة، التي تُميّز هؤلاء الأشخاص، وقد أوضحت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الساديّة لديهم مستويات عالية من العدوانيّة والإثارة، وفي المقابل ضعف في المهارات الاجتماعيّة والتحكّم في الذات، وتُعد هذه الدراسة من الدراسات المهمة التي أُجريت في مجال: الخصائص النفسيّة والاجتماعيّة للأشخاص الساديين.
تنويه: لمعرفة المزيد من التفاصيل الخاصة بورشة اضطراب الساديّة، ندعوكم للانضمام إلى ورشتنا المتخصصة لفهم هذا الاضطراب بشكلٍ أعمق، حيث سنتطرّق بشكلٍ شامل له، نوضّح الأعراض، الأسباب، وطُرق العلاج التي بُنيّت على أحدث الأبحاثِ العلميّة، كما تتميّز الورشة بتوفير فرصة حصريّة للمشتركين، لإجراء اختبار السادية علمّي متقدّم، يهدف إلى قياس درجة اضطراب السادية لدى الشخص، وهذا يتيح لكل مشترك التعرّف على مدى تأثير هذا الاضطراب عليه بشكلٍ دقيقٍ وموثوق .
سارعوا بحجزِ مقاعدكم، من خلال موقعنا الإلكتروني، ننتظركم، فلا تُفوتكم الفرصة.
بحث الباحثة “ليندا زابورزكي” (Linda Zaborzski) في عام (2008):
قامت العالمة ليندا بإجراء دراسة ميدانية ركّزت على دراسة السادية في بيئات العمل، وخاصةً تأثيرها على المديرين والقادة، الذين يُظهرون سمات سادية في تعاملاتهم اليومية مع الموظفين، ووصلت العالمة في بحثها، إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من سلوكيات سادية غالباً ما يتولونَّ مناصب قيادية، وهذه المناصب تُمكّنهم من ممارسة السلطة والتأثير على الآخرين، بطرقٍ تسمح لهم بإظهارِ ميولاتهم السادية.
بحث الباحث “جوناثان بيلامي” (Jonathan Bellamy) في عام (2012):
تُعد هذه الدراسة من الدراسات الواسعة حول السادية في النظام القانوني والعدالة الجنائية، فقد اعتمدَ العالم على تحليل سلوكيات القُضاة والمدّعين، الذين يمتلكون ميولاً سادية في تعاملهم مع القضايا والمتهمين، ومما جاءت به نتائج الدراسة، أنّ الأشخاص الذين يُظهرون سمات سادية يتميزون بميول إلى فرض عقوبات قاسية، ولا تتناسب مع الجريمة التي أُرتكبت، وهذا يعكس ويوضّح رغبتهم في إظهار سيطرتهم ونفوذهم، كما أكدّ العالم بيلامي في دراسته هذه، على ضرورة تطوير أنظمة تقييم نفسي للعاملين في مجال القضاء والعدالة؛ وذلك لتجنّب الاضطرابات الشخصيّة التي من شأنها أن تؤثر على القرارات القانونية وعلى عملية العدالة، التي هي مقياس هذا المجال وأساسه.
دراسة قامت بها “كريستينا فالديراما” (Cristina Valderrama) في عام (2015):
ركّزت العالمة في دراستها هذه على العلاقات بين الوالدين والأبناء، وقد بحثت الدراسة في مدى وكيفية تأثير الشخصيات السادية في البيئة الأسرية، وما مدى تأثيرها على تكوين شخصيّة الأبناء وتطويرهم النفسي وسلامتهم، وقد وضّحت العالمة فالديراما، إلى أنّ وجود شخصيّة سادية في العائلة، سواء كانت أحد الوالدين أو كلاهما، يمكن أن يؤدي إلى تأثيراتٍ طويلة الأمد على الأطفال، ويشمل ذلك تعقيدات في بناء الثقة بالآخرين ومشاكل في التواصل الاجتماعي، وبالتالي على شخصياتهم ونفسيّتهم والتسبب في خلق اضطرابات نفسيّة وسلوكيات غير عادية تجعل حياتهم أكثر تعقيد.
دراسة نُشرت عام (2017)، من خلال الباحث “ماركوس بورجر” (Markus Burger) في جامعة فيينا:
قام العالم في بحثه بإجراء مقابلات طويلة مع مجموعة من الأشخاص الذين وُصِفوا بأنهم يعانون من اضطراب الشخصيّة السادية، وقد وجدت الدراسة أنّ هؤلاء الأفراد يميلون إلى استخدام السلوكيات السادية، باعتبارها وسيلة للتحكّم والسيطرة على شركائهم في العلاقات، كما أشارت الدراسة إلى أنّ السادية بالنسبةِ لهم قد تكون وسيلة للتعبير عن القوة، وإثبات الذات في العلاقات التي يعيشونها، وتُعد هذه الدراسة من الدراسات التي أجريت في مجال تحليل سلوكيات السادية في العلاقات الشخصيّة.
بحث “إليزابيث تورنبول” (Elizabeth Turnbull) في عام(2018):
يُعد هذا البحث دراسة تحليلية عن السادية في الفنون والترفيه، حيث وضّحت الدراسة كيف يعبّر الفنانون والمخرجون السينمائيون عن السادية في أعمالهم الفنية، وتطرّقت الدراسة إلى أن بعض الأشخاص الذين لديهم ميول سادية قد يلجأون إلى الفنون، باعتبارها وسيلةً للتعبير عن رغباتهم بطرقٍ مقبولة اجتماعياً، وتناولت الدراسة أمثلة من أفلام ومسلسلات تلفزيونية مشهورة تحتوي شخصيّات تُظهر ميولاتٍ سادية، كما درست مدى تأثير هذه الشخصيات على الجمهور، وفهمهِ للسادية على اعتبارها ظاهرة اجتماعيّة ونفسيّة، يجب فهمها بشكلٍ صحيح.
اقرأ المزيد : إدمان الإباحية
بحث العالمة “أماندا ريتشاردسون” (Amanda Richardson)، والذي نشرته في عام (2019):
تناولت العالمة في بحثها السادية في البيئات الأكاديمية والتعليمية، وركّزت الدراسة على المعلمين، والأساتذة الجامعيين الذين يمارسون نوعاً من السلوكيات السادية تجاه الطلاب، مثل الإذلال العلني، أو فرض عقوبات تعسفيّة، وأشارت العالمة ريتشاردسون، إلى أنّ هؤلاء الأفراد يستخدمون سلطتهم التعليمية لفرض نفوذهم، وإشباع ميولهم السادية، وهذا يؤثر سلباً على البيئة التعليمية، وعلى الأداء الأكاديمي للطلاب، وبالتالي التأثير على مستقبلهم وحط سير حياتهم.
دراسة نُشرت في عام (2020) من خلال العالم “جينيفر مكارثي” (Jennifer McCarthy):
تناولت هذه الدراسة وركّزت على كيفية تفاعل الأفراد الذين يمتلكون سمات سادية مع بعضهم البعض في المجتمعات الافتراضية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد كشفت الدراسة أنّ هناك شبكات اجتماعيّة وثقافات غريبة يتم إنشائها حول ميول السادية، وفيها يتبادل الأفراد المصابين بهذا الاضطراب النفسي، الأفكار والتجارب التي تدعم توجهاتهم وما يُعانونَ منه، وتُعد هذه الدراسة من الدراسات التي أجريت في مجال السادية في الثقافات الفرعيّة والشبكات الاجتماعيّة.
بحث العالمة “ماريون دالريمبل” (Marion Dalrymple) في عام (2021):
قامت العالمة في بحثها بدراسة فريدة تناولت السادية في الرياضات التنافسية، وركّزت الدراسة على الرياضيين والمدربين الذين يظهرون ميولاً سادية خلال التدريب والمنافسات، ومما أظهرتهُ النتائج، أنّ بعض الأشخاص الذين يميلون للسادية يجدون في الرياضات العنيفة، والمنافسة الجسديّة وسيلةً للتعبيرعن دوافعهم العدوانيّة، وذلك عبر ممارسة السيطرة على الآخرين أو التفوّق البدني، كما أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى اختيار الرياضات التي تتطلبُ مواجهةً جسديّة مباشرة، وتسمح لهم بإظهار سلوكيات قاسية.
إنّ هذه الدراسات تكشفُ الغطاء عن تنوّع وتعدد المجالات التي يمكن أن تظهر فيها السلوكيات السادية، وذلك من خلال التركيز على الشخصيات والسلوكيات المختلفة في مجالات متنوعة مثل القانون، الأسرة، الفن، الرياضة، والتعليم، كما تساعد في فهم أعمق للشخصيات السادية في المجتمع، وتعكس هذه الأبحاث العلمية أهمية فهم السادية كظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب مزيداً من البحث والتحليل؛ من أجل تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معها في السياقات المختلفة، إذ أنّ السادية ليست مجرد اضطراب فردي، بل هي ظاهرة يمكن أن تظهر في عدة ظروف وحالات واجتماعيّة، وتترك أثرها في كافة وجوه الحياة.